أنا معلم في احدى مدارس المملكة السعودية ولأول سنة لاحظت أن أغلب المعلمين ينزعجون كثيرا إذا سمعوا اسم (المشرف التربوي) وبحكم تجربتي القصيرة كنت أسأل عن سر هذا الانزعاج فقالوا لي : إن تعاملهم معنا في غاية السوء وهم يتصيدون الأخطاء ويتغاضون عن الايجابيات الكبيرة التي يقدمها المعلم....إلخ
حقيقة في تلك اللحظة كنت لا أتمنى أن ترى عيني مشرفا تربويا وأنّى لي بذلك وأنا في السنة التجريبية الأولى ومع ذلك لم أكن أبالي كثيرا لأني أحاول أن أراقب الله في أداء عملي ذلك وأعلم أن المشرف ليس هو الضار النافع إنما من خلقني وخلقه هو الذي بيده مقاليد الأمور
كنت أشرح لطلابي يوما ما فإذا بي أتفاجأ أن عزرائيل (المشرف ) قد أتى تصببت عرقا لا أدري لماذا مع أني لم أكن أبالي به لماذا؟ لا أدري.
قال سأزورك في الفصل , قلت على الرحب والسعة وسأذبح لك أحد الطلاب, ضحك هاها
والحمدلله أنه لم يقل سأدخل عليك مثل ما حصل لصاحبنا المعلم فثارت ثائرته وقال : ادخل على زوجتك ما تدخل علي أنا . ولم يرضى بالدخلة عليه
بذلت وقت وجود المشرف جهدا كبيرا ولم يكن يختلف سابقته من الأيام قبل أن يزورني لأنها أمانة أتحملها حينما ألقى الله عن هؤلاء الطلاب هل أديت واجبي معهم أم لا.
بعد نهايت الدرس قال لي المشرف إريد أن تنزل معي في غرفة خاصة لأخلوا بك (خشيت أن يكون الشيطان الثالث) قلت على الرحب والسعة ,ماذا أفعل
بدا يتكلم معي بأسلوب رفيق جدا لقد كان تربويا بحق وجدت أنه يريد مصلحتي ومصلحت الطلاب فبدأ بأسلوب رقيق يأتي بالايجابيات ثم أخرج صحيفة مليئة بالسلبيات وبدأ يعد
حتى أخذ معي حصة كاملة
لكن حقيقة استفدت كثيرا
ثم مر الترم الأول بخيره
زارني المشرف خلال هذا الأسبوع وحقيقة لقد أكبرت فيه حسن تعامله وتشجيعه لي وثنائه على الأداء الذي قمت به
لا تعلمون كم كان أثر ذك على نفسي لقد عدت بعد ذلك اليوم أحب التعليم أكثر من ذي قبل وعلمت أننا مهما كبرنا في أسناننا إلا أننا نحتاج إلى تشجيع (كما يطالبنا المشرفون بتشجيع الطلاب وقد وجدت أثر ذلك ايجابا عليهم فنحن أيضا كمعلمون نحتاج لمسة حانية من مشرف رحيم ليس جبارا عنيد)
أيها المشرفون إن الاشراف أمانة حملكم الله إيهاومسئولية عظيمة ستسألون عنها
لنفهم الهدف منها وهيا تطوير المعلم والارتقاء به علميا وتربويا
وإن أسلوب التجريح والذم ليس حلا في الارتقاء بالعملية التعليمية التربوبية
نحتاج نحن المعلمون الى يد حانية تبرز ايجابياتنا وتزيل سلبياتنا بأسلوب رقيق شفيق
ما أحوجنا إلى رجل شفيق صاحب قلب رقيق
التوقيع
معلم جديد تحت التجربة