هل كمال المخلوق نقص...؟؟؟

هذه الخاطرة كتبتها في الحرم المدني في أحد ليالي الشفع من رمضان وأحب أن
تشاركوني رأيكم فيها بكل صراحة وحرية أقصد في نفس فكرة الخاطرة مع العلم أن أحداثها
حقيقية مرت علي بكل مراحلها

تعرفت عليه قريبا لا أذكر متى وكيف يكنى ( أبو يوسف ) كان ذا سمت رائع وخلق رفيع حسن المظهر مهذب الأخلاق يحفظ القرآن كاملا يدرس في إحدى المعاهد العلمية كان محبوبا سهلا بسيطا متواضعا ذكيا وكان كثير الصمت يجهله من يراه لأول وهلة وحتى من يلازمه برهة من الزمن إلا من كان دقيقا في نظره حادا في استنتاجه كان سريع الاستجابة عندما يدعى لأي عمل خير كان لا يخطئ أو يجانب الصواب أبدا كانت تجتمع فيه كثير من المحامد إن لم تكن كلها بشكل بديع حتى وكأن هذا الرجل خلق كما يشاء أو كأنه ملاك أنز ل من السماء مع ذالك ومع كل مافيه كان أن كرهت رفقته بعدما أحببته حقا لم أكرهه لذاته بل أكره أن أرافقه أشعر بإحراج وضيق عندما أراه في بادئ الأمر كنت أجهل لماذا ؟؟ أحدث نفسي أحيانا وأسألها لماذا تبتعدين عنه أحسدا منك أم غبطة له؟؟ فأفكر قليلا فلا أجده حسدا أبدا, أتهمها وأقول لها إنما أنت تبررين هو حسد منك له ولا شك وإلا ماذا سيكون ابتعادك عن رجل يمتلك كل هذه الصفات وزهدك فيه , قالت : لي أشعر بخوف عندما أراه وبألم شديد في عقلي يجتاح كل أركاني فيتحول إلى إطراب ظاهر وجلي على كل أعضائي الخارجية وأشعر باختناق لا أعلم لماذا؟؟ وتكمل قائلة مبررة : لعله خوفي عليه مني أن أؤثر عليه سلبا أريده كاملا كما هو , وبينما هي تحدثني قاطعتني صورا حية أحتفظ بها في مخيلتي عندما جلست معه في مواقف عدة وكنت أحرص ماأكون على ألا أخطئ أمامه أبدا ولو خطأ يسيرا كنت أفكر قبل كل كلمة أصدرها أو حركة أتحركها أو حتى سكنه أسكنها مئة مرة وأحسب لها ألف حساب أمامه وفجأة أوقفت ذالك الشريط الذي أخذ يتسارع أمامي ويتسارع ومع تسارعه جائت إلي نفس الأعراض وكأني أراه أمامي وأخذ نفسي يتسارع فقطعت ذالك الشريط بانفعال لا مبرر له وبصوت مرتفع مخاطبا نفسي : أوليس ذالك دافعا لكي بأن تلزميه لاتتركيه , نظر إلي كل من كان حولي في تلك اللحظة وبإستغراب شديد فاعتذرت منهم مبررا أني إنما كنت أفكر بصوت مرتفع وكانوا قد اعتادوا على ذالك مني فتبسموا وسرعان ماعادوا إلى أحاديثهم وعدت إلى نفسي التي لم تجب على سؤالي سوى قولها : لا أعلم لا أعلم ,ثم افترقنا ولم يمضي كثيرا على هذا الحوار حتى حدث موقف عجيب رأيت صاحبي هذا أخطأ وهو الذي لا يخطئ فما كان من نفسي إلا أن فرحت لخطئه وما كن مني إلا أن حزنت على نفسي التي فرحت لخطأ الرجل وعلى الرجل الملاك الذي أخطأ فإذا بنفسي وكأنها تصرخ بي مهلا مهلا فو الله مافرحت لأني أتمنى له السوء والخطأ أو أحسده بل لأنه أصبح عندي بشرا , قلت لها بشرا قالت : نعم بشر لأنه بشر كان لزاما أن لا يكون كاملا وكان كماله عيب فيه ولما أخطئ اكتمل وهنا أدركت أن الكمال للمخلوق عيب ومثلب وأنه لا كمال إلا للخالق وكمال الخالق يزيد عبوديتك له وكمال المخلوق ينفرك منه لذالك قدر الله لأبينا أدم عليه السلام أن يخطئ لكي يشعر بعبوديته ويذهب عنه داء العجب ولذالك ماكان نبي إلا وأخطئ وهم أفضل البشر ولذالك كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بشرا رسولا .. سكنت نفسي ووجدتني مطرقا مقررا كل ماقالت وفعلا أحببت صاحبي هذا أكثر بعد خطئه وأحسست أنه أقرب إلى قلبي ولست أقصد بالخطأ هنا ذالك المتعمد بل الخطأ البشري الغير مقصود والذي هو شبه غريزة لدى الإنسان والذي سرعان مايعود صاحبه بعده إلى ربه ولعلي أكون مخطئ فيما أقول ولعل سوء التعبير عندي يخل بما يجول في خاطري فلم أخرجه كما أريد فلعلي أصيغ العبارات الماضية مرة أخرى في زمن قادم

أبو عزام القحطاني

خاطره جميله
بارك الله فيك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب متفائل

تصوير رائع ودقيق .. أسلوب شيّق وممتع ..

لا تحتاج للتوقف بين السطور .. سهولة في التعبير و إنسياب للكلمات ..

أما عن الفكرة فهي جدا جميلة ورائعة ..

حديث مع النفس في غاية الجمال ..

" قالت : لي أشعر بخوف عندما أراه وبألم شديد في عقلي يجتاح كل أركاني فيتحول إلى إطراب ظاهر وجلي على كل أعضائي الخارجية وأشعر باختناق لا أعلم لماذا؟؟ وتكمل قائلة مبررة : لعله خوفي عليه مني أن أؤثر عليه سلبا أريده كاملا كما هو , وبينما هي تحدثني قاطعتني صورا حية أحتفظ بها في مخيلتي عندما جلست معه في مواقف عدة وكنت أحرص ماأكون على ألا أخطئ أمامه أبدا ولو خطأ يسيرا كنت أفكر قبل كل كلمة أصدرها أو حركة أتحركها أو حتى سكنه أسكنها مئة مرة وأحسب لها ألف حساب أمامه وفجأة أوقفت ذالك الشريط الذي أخذ يتسارع أمامي ويتسارع ومع تسارعه جائت إلي نفس الأعراض وكأني أراه أمامي وأخذ نفسي يتسارع فقطعت ذالك الشريط بانفعال لا مبرر له وبصوت مرتفع مخاطبا نفسي : أوليس ذالك دافعا لكي بأن تلزميه لاتتركيه "

أعجبني اسلوبك في هذا المقطع ..

سرد لحديث النفس ثم إكمال لا يملل النفس ثم شرود عنها ثم مقاطعة بصوت مرتفع تجلب الدهشة لمن حولك ..

" ثم افترقنا "
كيف يفترق الإنسان ونفسه !! لأنهما مرتبطان ببعضهما البعض ودليل ذلك عودتها المباشرة عند خطئه دون نداء منك أي أنها موجودة معك بالفعل ..

* ملاحظة : ذالك = ذلك

أخيرا جزيت الخير أخي الحبيب وأسأل الله عز وجل أن ينفع بك

أخوك صرير القلم

مشكور جدا اخي صرير القلم على مرورك وعلى تعليقك

شكرا